الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

  سوق "قرفص"ملاذ أصحاب الدخل المحدود بنابلس

حجم الخط
سوق قرفص بنابلس
نابلس - أحمد البيتاوي - سند

سوق وافر، يزيد عمره عن العشرين عاماً، ملاذ الكثير من المواطنين، تجدُ فيه كلُ ما تريد، بدءاً بالملابس، مروراً بالأدوات الرياضية والكهربائية، وانتهاءً بالأبواب والنوافذ والعفش المنزلي، وفي بعض الزوايا سيقعُ ناظرك على تحفٍ نادرة، يزيد عمرها عن مئة عام.

تتعدد تسميات المواطنين له" العتق"، " قرفص"، " الالتي زيخل" " البالة"، بينما تُطلق عليه البلدية سوق " البضائع المستعملة"، ويقع على مقربةٍ من السوق الشرقي في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، وعلى مساحة تزيد عن كيلو متر مربع ممتدة بين جامعي "الأنبياء" و"معزوز المصري".

حركة المواطنين في هذا السوق تعطيك انطباعاً ومؤشراً على طبيعة الوضع الاقتصادي العام في الضفة الغربية، فكلما زاد الوضع الاقتصادي تدهوراً كلما زاد إقبال الزبائن على هذا السوق، في محاولة منهم للهروب من أسعار البضائع الجديدة التي لا يستطيعون على دفع ثمنها.

أغنياء وفقراء

التاجر أبو علاء عواد الذي يعمل في هذه المهنة منذ خمسين عاماً يحدثنا عن طبيعة الزبائن الذين يقصدون "سوق العتق"، يقول:" صحيح أن النسبة الأكبر من الزبائن هم من أصحاب الدخل المحدود، الذين يفضلون الشراء من هذا السوق بسبب أسعاره المنخفضة، ولكن علينا أن لا نغفل أيضاً وجود بعض الأثرياء الذين يشترون من هنا بحثاً عن البضائع الأصلية ذات "الماركات" المعروفة التي يم يعد يستوردها التجار".

يُدقق عواد في بضاعته المعروضة أمام محله، ثم يخرج لنا خلاّطاً كهربائياً يحمل ماركة عالمية معروفة، ويقول "هل تعلم أن هذا الخلاط مصنوع قبل أربعين سنة ولا يزال على حاله قوياً، ولم تُستبدل قطعة واحدة منه! هذا ما يبحث عنه الأثرياء يا عزيزي".

ويتابع حديثه "هناك شريحة ثالثة تقصد هذا السوق، وهم طلاب الجامعات الذين يستأجرون منازل وشقق سكنية لفترات محددة تنتهي بانتهاء دراستهم الجامعة، وهؤلاء يفضلون شراء أدوات كهربائية وأثاث مستعمل لانخفاض ثمنه".

مشاكل بلا حلول

وعن المشاكل التي تواجه تجار هذا السوق، يشير أبو علاء إلى أن السوق في المجمل غير منظم بشكل كامل من قبل بلدية نابلس، هناك انتشار كثيف للقوارض والكلاب الضالة، هذا بالإضافة لتراكم النفايات وانتشار الروائح الكريهة والبسطات غير القانونية.

أصحاب هذه البسطات هم في الغالب من العمال الذين يعملون في المناطق المحتلة عام 1948، يأتون يوم إجازتهم، السبت، ويعرضون ما لديهم من بضاعة بأثمان منخفضة جداً، لأنهم حصلوا عليها بالمجان خلال عملهم هناك، وهؤلاء يمارسون "المُضاربة" على أصولها، كما يوضح عواد.

الباحثون عن التحف

على مقربة من محل "أبو علاء"، كان هناك محل متخصص ببيع التحف والقطع النحاسية القديمة، وعن طبيعة الزبائن الذي يقصدون محل البائع عمر أبو نجم يوضح أن بعض هؤلاء الزبائن هم من أصحاب الدخل المرتفع الذين يعشقون "الأنتيكا" ويجذبهم كل ما هو قديم ونادر.

ويشير إلى أن البعض الآخر هم تجار يرغبون بفتح مطاعم على الطراز القديم ويرغبون بشراء بعض القطع التكميلية والإكسسوارات، وهناك القليل من الأجانب الذين يفضلون شراء قطع تذكارية تذكرهم بزيارتهم لفلسطين.

وعن القطع التي يفضلها هؤلاء الزبائن يقول " صناديق موسيقية قديمة، آلة كاتبة يدوية، مكوى قديم يعمل على الفحم، مكحلة عين ومرآة قديمة، ماكنة خياطة تعمل على حركة الرجل، محراث خشبيي، مطرزات ولوحات ورسومات قديمة، وغيرها".

ويضيف أبو نجم "قبل أيام جاءني شاب في الثلاثينات من عمره، قال لي إنه مهتم بشراء القطع القديمة والنادرة، ثم لفت نظره صندوق خشبي كبير يعود لنهاية العهد العثماني، كان مغطىً بالنحاس والقليل من الفضة، وبعد مساومة سريعة اشتراه الزبون بـ 600 شكل (ما يعادل 170 دولار)".

خشية وحذر

ويلفت أبو نجم إلى أن عمله هذا بحاجة لتيقظ وحذر، خوفاً من تسرب بعض هذه القطع النادرة والقديمة للاحتلال، الذي يحاول تشويه التاريخ الفلسطيني وسرقة تراثه، ونسب كل ما هو قديم وأثري له ليثبت حقه في هذه البلاد.

خلال تجوالنا في السوق استوقفنا الشاب العشريني بلال سعيد، كان منهمكاً في تقليب الأحذية الرياضية المستعملة، سألناه عن سبب تواجده هنا، فأجاب:" أنا من عشاق كرة القدم، وأمارس هذه الرياضة منذ كنت طفلاً في العاشرة، واليوم أنا عضوٌ  في أحد النوادي الرياضية في نابلس".

ويشير إلى أن جميع الأحذية الرياضية الموجودة في الأسواق المحلية إما أنها غير أصلية أو أصلية ولكنها باهظة الثمن، لذلك جاء إلى هذا السوق من أجل شراء حذاء أصلي، وثمنه مناسبٌ له".